-A +A
عدنان هوساوي hosawy111@
مسألة العمر غاية في الخصوصية بالنسبة لكثير من النساء، وبالتالي لا ينبغي التطرق إليه في المجتمعات المفتوحة، فالمرأة عموما والعربية خصوصاً لا تفصح عادة عن عمرها الحقيقي بين الناس، وتتحرج كثيراً من ذكره على الملأ، ويرجح أن يكون محرك ذلك هو نظرة المجتمع الذي لا يحيط من تفاصيل حياتها إلا النزر اليسير، غير أن الفضول والتدخل لمعرفة عمرها الحقيقي يغضبها، وتخشى أن يعرفه الآخرون، وبالنظر إلى ذلك الشعور فإن المرأة تنزعج ممن يوجه لها هذا السؤال.

هناك اعتقاد سائد بين النساء أن المرأة بطبيعتها لا تكبر، وإن كبرت لا تذبل، فمن غير المناسب إذن أن يطرح هذا السؤال لمن تمتلك تلك المواصفات، وثمة اعتقاد آخر يقول إن المرأة كلما كثر نعتها بالكبيرة سناً، قلّت فرصتها في الزواج؛ لذا تحرص على أن يبقى عمرها سرّا، خشية أن تتناقله بنات جنسها العارفات وغير العارفات به، خاصة بين الأمهات الباحثات عن عروس، وأعتقد أن سبب رسوخ هذا الاعتقاد بين النساء هو ارتباطه بعوامل نفسية، وثقافة مجتمع في المقام الأول، بيد أن المؤكد والثابت في هذا الإطار هو اهتمام المرأة ببقاء أنوثتها ودوام جمالها ورونقها قدر الإمكان، والمفارقة هنا والأمر اللافت في هذا المقام، أن وجد بين بني الرجال من يتحرج أيضاً من ذكر عمره الحقيقي لاعتبارات لا تبتعد كثيراً عن الاعتبارات التي ذكرت آنفاً.


هلّ علينا شهر محرم وأخبرنا بدخول سنة هجرية جديدة تضاف إلى رصيدنا العمري في هذه الحياة، هذه المناسبة فرصة مواتية لأطرح بين يدي تلك التي ما برحت تردد على مسمعي صباحاً ومساء أنها لا تزال باقية في العقد الثاني من العمر، رغم أن المستندات الرسمية تنبئ بخلاف ذاك، هذا التوقيت لحظة سانحة كي أباغتها بالسؤال عن العمر الذي لم يطرأ عليه أي تغيير منذ الاقتران بها زوجةً، وسأبذل قصارى جهدي كي أبدو غير مهذبٍ وأنا أطرح عليها هذا السؤال، فقد قيل إن الرجل المهذب لا يليق به سؤال امرأة ما عن سنها الحقيقي.